قدرة الله

ومن أمريكا تجيء قصة الأمريكي السوري الأصل جوزيف عامر صاحب محل إصلاح الأحذية ، والذي اختار لمحله أو ورشته قطاعا من مدينة انديانابوليس ، يستطيع فيه أن يحقق ربحا أكبر . نجح جوزيف عامر في عمله ، وكان محبوبا من الجميع ، الذين قدروا فيه حبه لفعل الخير ، وتقديم الخدمات لمن حوله .

مضت الحياة بعائلة جوزيف عامر ، التي تتكون من زوجته روث ،وابنه أوسكار الذي تخرج بامتياز في دراسته العالية ، وحصل على مركز متفوق في نشاطه الرياضي .

مضى كل شيء ناعما في حياة الأسرة ، حتى جرت الواقعة المشؤومة بعد ظهر السابع من أغسطس عام 1967 . ففي ذلك اليوم لم يعد جوزيف عامر البالغ من العمر 67 عاما ، إلى بيته ليتناول طعام الغداء كعادته . وبينما كانت زوجته في انتظار وصوله ، غفت ، ورأت في نومها کابوسا فظيعا . لقد قالت للشرطة انها رأت زوجها يصارع رجلا ، يحاول أن يضرب الزوج بمطرقة ، وينجح الرجل في ضرب الزوج بالمطرقة على رأسه أكثر من مرة ، قبل أن يعدو هاربا من محل زوجها .

أفاقت زوجة عامر من نومها ، نظرت إلى ساعتها ، فأدركت أن زوجها قد تأخر كثيراعن موعده المعتاد . حاولت أن تطمئن نفسها بأن الزوج لا ريب أراد الانتهاء من اصلاح بعض الأحذية التي يتعجل أصحابها تسلمها ، كما كان يفعل في بعض الأحيان . انتظرت الزوجة لنصف ساعة أخرى ، لم تستطع خلالها أن تتخلص من تفاصيل الكابوس المزعج الذي رأته ، وضعت بعض الطعام في سلة ، وأسرعت إلى متجر زوجها الذي يبعد عدة بنايات عن البيت .

كان باب المتجر مفتوحا على اتساعه ، الأمر الذي لم يكن معتادا في مثل ذلك الجو الحار . عندما دخلت إلى المحل ، وجدت زوجها مطروحا على الأرض خلف المنصة . كانت يداه موثوقتين خلف ظهره بالدوبار المستخدمة في إصلاح الأحذية ، قد ضرب بمطرقته على رأسه ضربا وحشيا حتي لفظ آخر أنفاسه ، وكانت المطرقة ملقاة إلى جواره , ولم ينقص شيء من المحل ، سوى بضعة دولارات ، وكانت في الدرج الذي يحتفظ فيه الزوج بالإيراد .

استمع رجال الشرطة ، بغير اقتناع ، إلى الزوجة الملتاعة ، وهي تعطي أوصاف القاتل كما رأته في حلمها قبل ساعات من ذلك . لكن أحد رجال الشرطة ، تذكر أن رجلا تنطبق عليه هذه الأوصاف ، شوهد يغسل ما علق بیده من دماء في إحدى الحانات ، بعد الوقت الذي توفي فيه جوزيف عامر بقليل . وعند القبض على المجرم وليام ادموندز ، اكتشف رجال الشرطة أن زوجة القتيل أعطت وصفا دقيقا ، ليس فقط لملابس القاتل ، ولكن لملامحه أيضأ .

عندما حوكم القاتل ، لم يعتمد القضاء بالطبع على حلم زوجة القتيل ، لكن ما رأته في ذلك الحلم ، كان له أكبر الفضل في القبض على القاتل . قد اكتفى القضاء بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة ، لأنه ارتكب جريمته وهو واقع تحت تأثير المخدرات


[1] -هو حلم يري فيه النائم شيئا يجسم علي صدره أو كأن وحشا يحضنه ويكبس علي أنفاسه ،ولذلك كان العرب يسمونه الحاضون او الجاثوم وربما يقتصر اطلاق الكوابيس علي احلام الأطفال من النوع المفزع ، واسم الحاضون او الجاثوم علي احلام النساء الجنسية المفزعة  البشعة- المصدر :د. عبدالمنعم الحفني – مرجع سابق.

 .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

The Magic of Hope (short story)

تنبؤات الأحلام في ضوء علم الباراسيكولوجي