سحر الأمل( قصه قصيره)
نزل
يوسف الي ساحة موقف الوادي حيث السيارات مكتظة ، وحيث يوجد حاله من الزحام
الشديد، رجال ، وأطفال، بنات ،وبنين ،
نساء وشيوخ ، تلاميذ مدارس ، وطلاب جامعات
، حالة من الربكة ، وعدم الانتظام ، وتحس كأن الناس في حالة صراع نحو الهدف ، نحو
تحقيق الأمل ، نحو الوصول الي المستحيل.
ووقف يوسف بجوار عمه جورج (في موقف سيارات
الوادي ) وقال " انظر عمي لهؤلاء
البشر يسرعون الخطي ، يزاحمون السيارات ، يكاد بعضهم أن يدهس الآخر ، كلا
منهم خرج في الصباح يحدوه الأمل في تحقيق
هدفه ، في تحقيق اعلي انتصاراته ، وأكبر انجازاته .
فمثلا
انظر عمي جورج " هذا هو
الدكتور أكرم الذي يبلغ من العمر
72 سنه ، فقد قام بعمل بحث لحل مشكلة
بعض المؤسسات الدولية في تحصيل
الجمارك عبر الحدود ، رغم انه استاذ متفرغ
، ويعيش مع زوجته فقط بعد زواج اولاده ، الا
انك تراه يمشي بخطي سريعة الأن في ارضية موقف الوادي
ليركب السيارة ليحضر المؤتمر ليعرف
هل ساهم بحثه في حل المشكلة ؟
تراه
يمشي بسرعه وكأن مستقبله يتوقف علي بحثه
هذا ! انه سحر الأمل في النجاح يا عمي
جورج رغم كبر السن! . انه سحر الأمل الذي
يلاعب القلوب عمي جورج.
انظر عمي جورج هذا السيدة فردوس " لديها ثلاث بنات اثنين
متزوجات ، ومعها ، ابنتها
مديحة تعيش معها لم تتزوج بعد .
وقال يوسف " انظر عمي جورج السيدة
فردوس تحمل قفص الخضار الذي يحتوي فجل ،
وجرجير ، وبصل ، لقد اشترت هذا القفص بما
يحتويه بمبلغ 32 جنية من سوق الجملة ،
انظري تركب السيارة الربع نقل لتذهب الي السوق .
يحدوها الأمل ، ويملأها الشوق في بيع
هذا القفص بمبلغ 120 جنيه ، لكي
تشتري اسدال لمديحة لتلبسه ، التي كثيرا
ما اوجعت رأس فردوس بطلبها لهذا الإسدال.
لولا
هذا الآمل لماتت الهمه وانعدمت العزيمة في قلب فردوس .
وانظر
لهذا الأتوبيس المدرسي حيث فريق كرة
السلة لمدرسة عرابي يقابل فريق
الجمهورية بعاصمة الإقليم اليوم ، انظر
لعيون هؤلاء الطلاب يملأها الأمل بالفوز
بكأس البطولة، هؤلاء الشباب تداعب أذهانهم احلام الفوز علي نادي مدرسة الجمهورية في عاصمة الإقليم ، ويحلمون كأس المديرية لبطولة كرة السلة . انه
سحر الآمل الذي ملك القلوب ، وشغف الصدور بحب النصر
ومواصلة المغامرة بخوض غمار
المباراة.
ثم
نظر يوسف الي الخلف فوجد صابر صاحب محل
الفلافل ، يقوم بتوصيل ابنه فؤاد للمدرسة
الابتدائية ، وسئل يوسف عمه جورج
تعرف فيما يأمل صابر ويتمني لابنه فؤاد؟!
يتمني ابنه ان ينجح، ويكون احسن دكتور او
ضابط شرطه او مهندس ، او ذو منصب ، وينتشل
صابر من الفقر والتعب ، ويقول له الناس "ابو
الدكتور او الضابط" . انه الآمل
عمي جورج ، الذي ينبت بين ثنايا القلوب ، ويحيي النفوس .
فرد جورج علي يوسف قائلا : لولا الأمل في
المستقبل ،لستسلم المريض للمرض ، والراسب للفشل
، الأمل يا عزيزي يوسف هو الروح
التي تدفع الإنسان لأن يسعي الي الأمام ،
الأمل هو بمثابة الجوهرة التي تسحر القلوب لتخطي العقبات للوصول للقمه .
د. أسامه شاهين
تعليقات
إرسال تعليق