رحلة الأسطي حبيب
الأسطي حبيب رجل يبلغ من العمر 55 سنة ، متوسط الطول،
متوسط الجسم تقريبا ليس بالسمين أو النحيف
، ولا الطويل ولا القصير ، شعر الذقن تقريبا ابيض في اسود ، بلبس طاقية بدون ذر ، تحس من بعيد انها مطموسة
في رأسه ، تصل الي حواجبه تقريبا ، يلبس بلطو اصفر باهت ، وبنطلون اسود قديم ، وشبشب اسود
قد بدا عليه عوامل الزمن من تقطيع وجرب من بعض جوانبه.
الأسطي حبيب يقف
وسط موقف الوادي ، ومعه سيارة
قديمة يسمونها الأتوبيس ، تحمل 22
راكب ، لا تعرف لها موديل ، حيث مع الأسطي
موافقه قديمة من البلدية
للعمل علي خط الوادي ----بورسعيد ، وهي
الوحيدة وسط باقي السيارات التي تختلف من شتي النواحي ، فجميع السيارات موديل حديث ، 14 راكب ،
معظمها ذو لون ابيض تقريبا.
اما سيارة الأسطي حبيب فهي ابيض في ازرق، ومن الجنب الأيمن هناك تعرج في الصاج نتيجة حادث قديم
، ومن الخلف زرقاء
اللون ،عجلات السيارة تحس ان كل
عجله تأخذ اتجاه مختلف عن الأخرى ، مرتفعة
عن باقي السيارات .
كراسي اتوبيس
الأسطي حبيب واسعة ، وتنجيدها قديم وبعض منها مقطع من الجنب
وبعضها تنجيدها مقطع من الخلف ، وبعض هذه الكراسي مرسوم عليها قلوب ، ومكتوب حروف ، وعندما تنظر اليها من بعيد تحس انها آثريه . وبعض من شبابيكها
بدون زجاج .
يقف الأسطي حبيب في موقف الوادي في حاله من الهدوء ، يشعل السيجارة ، ويرتشف
كوب الشاي بدون سكر . وينتظر دوره في
الموقف ، وعندما يصل الي دوره في تحميل
الركاب ، تحدث مسكله ؟.
حيث ان الركاب تتهرب بعيدا حتي يحمل حبيب اتوبيسه ويغادر الموقف ، لأسباب
كثيره منها انها بطيئة بالنسبة للسيارات الأخرى ، وتحس وهي تسير انك تتمرجح
، من الهز ، والخض، وكثيرة الأعطال .
ويقف الأسطي حبيب ينادي بور سعيد يا زبائن ، "بصلي علي النبي" ، يلا عشان
نمشي ، ويركب معه الزبون او الراكب الحديث العهد بالموقف او
الذي لا يعرف معني انه سيركب سيارة او
اتوبيس الأسطي حبيب!!! .
ويضطر موظف الكرته لإغلاق باقي السيارات حتي يتم اكمال تحميل اتوبيس الأسطي حبيب
عنوه رغم انف الركاب .
وبعد معاناه
يتم اكمال تحميل اتوبيس الأسطي
حبيب بالركاب . وتبدأ مرحله جديده من التعب للركاب الذين كتب لهم الركوب مع الأسطي حبيب.
يحاول الأسطي حبيب ادارة السيارة عن طريق المرش ، فلا
تدور ! فيقوم السائقين معا بزق
السيارة ، واللي يحب النبي يزق ، وبعض من الركاب ينزل لزج السيارة حتي تدور ، ثم تدور السيارة ، وتبدأ رحلة السير حتي تصل الي بور سعيد .
وعندما يأخذ
اتوبيس الأسطي حبيب خط سيره لبور سعيد ،
ويتجه علي الطريق ، يقوم الأسطي حبيب بإشعال سيجاره ، ويسحب نفس عميق ، وتخرج كتله
من الدخان من أنف ، وفم حبيب ، وكأنه وصل
الي قمة أمله .
ثم يقوم حبيب
بالانحناء تماما ، ويمد يده بالقرب
من قدمه تقريبا ، ليفتح التسجيل علي اغنية لعبد الباسط ، ويعلي الصوت
(ادفع نص عمرى والباقي اقسطه وترجعلى عقلي اللي انت ملخبطة، خد عليا وصل . خد عليا شيك . انا لو قليل
الاصل كنت اروح واشتكيك، ادفع نص
عمرى والباقي اقسطه).
وتمشي
السيارة والهواء ينفض ملابس الركاب ، من
خلال شبابيك السيارة المفتوحة دائما ، لأن
زجاجها مكسور ، او الزجاج معشق مع حلق الشباك ، وبعد نصف ساعة تقريبا والسيارة تسير علي الطريق العمومي وفجأة صوت
السيارة يقطع ، ثم تمشي ، ثم تتشنج السيارة ثم تمشي
، ويهتز الركاب اثناء تقطيع صوت السيارة
، ثم تمشي ، واخيرا تبطل .
ثم تبطل السيارة بجانب اسفلت الطريق العمومي . واحد الركاب يسئل
خير با اسطي ؟
الأسطي
حبيب خير انشاء الله ، ممكن تكون
عفره في البنزين . وهنمشي انشاء الله.
ثم ينزل
الركاب علي الأرض ، ويقوم حبيب بفتح كبوت الأتوبيس ، ويفتح تنك البنزين ويتضح له ، ان الأتوبيس
خالي أو فارغ من البنزين !
ويقف
حبيب وسط الطريق العمومي بطاقيته والبالطو
الأصفر الباهت ، ويحمل زجاجة بيبس
كولا فارغه ، وينادي علي السيارات المارة
(مفيش شوية بنزين يا اسطي بس ام اصل الي المحطة ) وبعد 7 دقائق تقريبا يعطف عليه أحد السائقين بلتر بنزين ، ويقوم
حبيب بصب البنزين في التنك وإغلاق الكبوت ، وينزل جميع الركاب الرجال لزق أتوبيس الأسطي حبيب حتي يدور
ويصل البنزين للماتور.
وتستمر
رحلة الأسطي حبيب حتي يصل الي بور سعيد ، ويركن علي جنب وينزل الركاب ويبدو علي
بعضهم علامات الغضب بسبب التأخر ، وعدم
الراحة اثناء السير .
ثم يبدأ
تفكير الأسطي حبيب في الغذاء ، ودوره في
رحلة العودة .
يذهب
الأسطي حبيب لعربة الفول ، حيث يقول: لو سمحت
ثلاث ارغفه ، وصحن فول بالزيت الحار، وفحل بصل لو سمحت ، ويفترش حبيب
الرصيف ويجلس بجوار سور موقف بور سعيد ، ويتناول الغذاء والفطور معا ، حوالي الساعه 12.5تقريبا بعد ظهرا ،
ثم يذهب للكنتين الخاص بالموقف ويتناول كوب شاي بدون سكر .
ثم يذهب
بجوار سيارته ويشعل سيجاره ، ثم يغلبه
النوم فيفترش بطانية قديمة في ارضية
الأتوبيس ثم يروح في ثبات عميق ، ثم يستيقظ تقريبا في تمام الساعة 3.5 عصرا ، ثم يشعل سيجاره ، ويسئل عن دوره في رحلة الرجوع . ويتبين له انه تقريبا ، سيحمل السيارة بعد
صلاة المغرب ، ثم يذهب للكنتين
ويتناول كوب السحلب الدافئ، وبعد صلاة المغرب تبدأ متاعب تحميل سيارة
الأسطي حبيب.
ويهرب
الركاب حتي لا يركبوا سيارة الأسطي حبيب،
وبعد محاولة موظف الموقف ( الكرته ) يتم اتمام عددها من الركاب بصعوبة
بالغه.
وتدور السيارة
، ويشعل حبيب فوانيس الإضاءة وتتجه السيارة علي الطريق العمومي ، ويقوم حبيب بتشغيل جهاز التسجيل ،علي أغنية حسن
الأسمر ويعلي الصوت (كتاب حياتي يا عين ما شفت زيه، كتاب
الفرح في، سطرين
والباقي كله عذاب
كتاب حياتي يا عين
ما شفت زيه، كتاب
الفرح في، سطرين
والباقي كله
عذاب، عذاب، عذاب، عذاب.
الا ان فوانيس الإضاءة
الخاصة بالأوتوبيس الخاص بالأوسطي
حبيب ضعيفة الإضاءة بالنسبة
لفوانيس الليزر ،التي تملكها معظم السيارات التي تملأ الطريق ، مما يصعب رحلة
الرجوع علي حبيب ، الركاب نطقت الشهادة
أكثر من مره ، بسبب الأخطار التي عرضتهم لخطر الموت ، وذلك اثناء عبور السيارات المقابلة شديدة الإضاءة
مما يعكس الضوء علي وجه الأسطي حبيب .
وفي رحلة الرجوع فجأة
السيارة كادت ان تنقلب بالركاب، - لولا
ستر ربنا- حيث ان العجلة الخلفية لسيارة حبيب فرقعت ، ومسك فرامل مره واحده مما عرض اروح الركاب للموت.
وتنحي حبيب جنب الطريق ، وقام برفع السيارة علي كوريك ،
وقام بتغيير الكويتش" الإستبن" ، بمساعدة الركاب الذكور ، بعد تعب شديد،
وعرق ،و تراب ، واحكام ربط المسامير .
ثم ركب الأسطي حبيب
السيارة ، وامسك عجلة القيادة ، واشعل سيجاره واخذ نفس عميق ، واخرج لفعه من الدخان ملأت
جوانب من الكرسي الأمامي.
حتي وصل الركاب
لموقف الوادي ، وعندما نزل احد الركاب من
سيارة الأسطي حبيب قال " اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول
الله) واحس هذا الراكب انه مكتوب له عمر
جديد بعد رحلة الموت في اتوبيس الأسطي حبيب.
وحبيب قام بتغيير زيت الأتوبيس استعدادا لرحله جديده
غدا.
د.اسامه شاهين
تعليقات
إرسال تعليق